روح الحب
عدد المساهمات : 264 نقاط : 1364 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2011 الموقع : دمشق العمر : 31
| موضوع: أثر الحضارة الإسلامية في التطور التاريخي للحضارة الأربعاء أبريل 06, 2011 5:02 pm | |
| أثر الحضارة الإسلامية في التطور التاريخي للحضارة : ليست الحضارة ملكية خاصة لشعب أو جماعة ، ولكنها إرث مشترك لجميع الذين ساهموا في بنائه ، ومن ثم يحق لهم التمتع بثمراته ، إذ هي صناعة (مؤممة) لحساب كل الأمم . ولكي يكتمل مفهوم الحضارة لابد من البحث في مضمونها وإلا كانت جسداً بلا روح ، ولقد فطن بعض مؤرخي الحضارة إلى أن جوهرها يتمثل في الجانب الروحي والأخلاقي للأفراد والجماعات مع عدم إغفال الاعتبارات المادية والجمالية . وفي بعض مراحل التاريخ العام ، كانت الحروب في حد ذاتها وسيلة لتبادل الأفكار والتجارب ، فبعد أن يخبو صليل السيوف وتهدأ قعقة السلاح تبدأ مرحلة الفهم والتفهم والاطلاع على بضاعة الآخر ، وفحص ما تنطوي عليه من قيم وثقافة ، وانتقاء ما يصلح منها لتحقيق درجة من التقدم. ولقد اندفع العرب إلى أقصى الأرض فركبوا الصعاب ، وقطعوا الفيافي ، وخاضوا غمار المعارك ، وفتحوا ما فتحوا من بلاد في سبيل الدين ، ولقد كان النصر والتوفيق حليفهم في كل أعمالهم بسبب سياسة التسامح التي اتبعوها مع كل من يخالفهم ، وضربوا بذلك أحسن الأمثلة المضادة لصنوف الاضطهاد من أجل الدين الذي اتبعه غيرهم . إن المبادئ السامية التي تأسست عليها الدول الإسلامية كانت تهدف إلى حماية جميع رعاياها ، من منطلق دعوة الدين الإسلامي الحنيف إلى التعايش والاحترام المتبادل مع أبناء الأديان الأخرى ، وأدى هذا التسامح الإسلامي الجميل إلى التآلف بين أبناء الدولة الواحدة ، فحققوا بذلك ارتقاء في الفكر الإنساني وتقدمه ، وإلى نشاط لم يسبق له مثيل في مختلف الميادين ، وشارك الجميع في صناعة الحضارة الإسلامية ، فكانت الحضارة العالمية الأولى في تاريخ البشرية ، وأيقظت الأمم الأخرى من سباتها العميق لتخرج إلى عالم النور ، ولتستقبل عصر العلم والحضارة. وقد تجلت السماحة في أبهى صورها عندما دخل الإسلام الأندلس ، فدخلت معه الحرية الفكرية والدينية ، وأزاح عن أهل البلاد القيود والتعنت ، فعلى الرغم من وجود نظم تعليمية خاصة بالنصارى واليهود يتدارسون من خلالها تراثهم الديني والتاريخي ، إلا أن المسلمين لم يحتكروا ثقافتهم وفكرهم وعلمهم لأنفسهم بل كانوا يسمحون لأبناء غيرهم أن يشاركوا أبناءهم في "الكتّاب" حيث كان المعلم يقوم بتحفيظ القرآن الكريم للتلاميذ وما يتصل ببعض أمور الدين الإسلامي ، واللغة العربية ، وما كان المسلمون يمانعون من جلوس أبناء اليهود والنصارى إلى جوار أبنائهم ، واشترك بعض اليهود في الندوات العلمية في قصور الخلفاء أو المساجد ، الأمر الذي كان له عظيم الأثر على النهضة الفكرية والثقافية لليهود. ولقد كانت المساواة في الحقوق بين أفراد المجتمع في الامبراطورية الإسلامية مثالاً يحتذى ، وجعلته مجتمعاً واحداً ، وكان المسلم وغير المسلم أستاذاً وتلميذاً بعضهم لبعض ، واشتغل المسلمون بكل أنواع العلوم والفنون الإنسانية ، ودخلت الثقافة وطريقة التفكير الإنساني إلى الدول التي كانت خارج نطاق الحكم الإسلامي ، إما عن طريق المسلمين الذين سافروا إلى البلاد الأجنبية لغاية أو لأخرى ، أو عن طريق من وفدوا إلى الدول الإسلامية للدراسة فيها من غير المسلمين. في الوقت الذي عاشت فيه أوربا في جهل وظلام وتعصب ، تمتع الأندلس بنور العلم والتقدم فامتلأت المكتبات بآلآلف المؤلفات في شتى العلوم والفنون والآداب ، وبعد أن كان الفكر اليهودي محصوراً في التأليف الديني الضيق تناول جوانب العلوم المختلفة التي كانوا يرون الخوض فيها – قبل التعايش مع المسلمين- ضرباً من الكفر والالحاد ، فكثرت مؤلفاتهم الطبية والفلسفية والفلكية ، واتسع فكرهم للعلوم والفنون والآداب المفعمة بالتأثيرات الإسلامية ، وبرز منهم عدد من المفكرين والأدباء الذين وجدوا في اقتفاء أثر العلماء والأدباء والمفكرين الإسلاميين عظيم الأثر في النهضة بحضارتهم. ولما بهرت ثقافة العرب ومؤلفات علمائهم في الفلسفة والطب والرياضيات والفلك الثقافة الأوربية الناشئة ، استحدثت مدارس للمترجمين ، وعهد إليها بترجمة أهم المؤلفات العربية إلى اللغة اللاتينية ، بل ترجمت أيضاً كتب علماء اليونان التي كان العرب قد ترجموها للعربية ، ولم تعرف كتب العالم اليوناني القديم إلا عن طريق اللغة العربية ، وبفضل هذه التراجم اطلعت أوربا على كتب اليونان التي ضاعت أصولها . ولم يقف تأثير الحضارة الإسلامية عند حد الآداب والعلوم ، بل تعداه ليشمل الحياة والسلوكيات في مجالات عدة ، سأذكر منها مثالين فقط: 1- المظهر الخارجي: لقد كان للبيئة الإسلامية التي فرضت على المسلمين الاهتمام بالمظهر والنظافة واتباع السلوكيات الحسنة ، أثراً حتى على غير المسلمين فلقد احتوت كتب اليهود التي ألفوها على فصول كاملة عن الأدب والسلوك القويم ، ونظافة البدن والملبس ورقي الذوق ، بل وأصبحوا يخلعون نعالهم عند مدخل المعبد تأسياً بما يفعله المسلمون عند دخولهم للمساجد ، وما إلى ذلك من تصرفات راقية لم يتعودوا عليها من قبل. 2- معاملة المرأة : يقول اليهود إن شريعتهم تنص على أن من حق الزوج أن يفعل بزوجته ما يشاء ، كما أن التلمود يهين المرأة ويهدر آدميتها ، وليس أدل من ذلك على قول الرجال في الصلاة : ( مبارك أنت يارب إلهنا ملك العالم لأنك لم تخلقني امرأة) ، وبتأثير الإسلام سمح اليهود للمرأة بالذهاب للمعبد وهي محتشمة ، وخصص لها مكاناً في آخره كي لا يراها أحد ، وعندئذٍ اضطر اليهود لصياغة دعاء تقوله المرأة عندما يقول الرجل دعاءه : (مبارك أنت يارب إلهنا ملك العالم الذي خلقتني كما تشاء). ولم يكن في مقدور الزوجة أن تطلب الطلاق لقسوة زوجها ، ولتصرفه معها بصورة تنافي الإنسانية ، وفرضوا على الزوج أن يعطيها غذاءها وما يكفي عيشها حتى وهي خارج بيته ، بتأثير من (النفقة) عند المسلمين ، وبعد ذلك بدأوا في إرغام الزوج الذي يقسو على زوجته بتطليقها. وأخيراً: إن أوربا قد استيقظت من سباتها على نور الحضارة الإسلامية ، فأخذت تنهل من هذا المعين الحضاري قدر طاقتها ، وباختصار نقول: ولدت الحضارة الأوربية من الحضارة الإسلامية ، ولولا الأم ما كانت الابنة | |
|
عاشقة الصداقة
عدد المساهمات : 390 نقاط : 2070 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/03/2011 الموقع : الشرقيه ..فديتهـــــــــآآآ..~ العمر : 29
| موضوع: رد: أثر الحضارة الإسلامية في التطور التاريخي للحضارة الإثنين مايو 02, 2011 1:29 am | |
| مشكور فؤاد ع طرح الموضوع الجمييييييل
الله يعطيك العافيه | |
|
روح الحب
عدد المساهمات : 264 نقاط : 1364 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 10/03/2011 الموقع : دمشق العمر : 31
| موضوع: رد: أثر الحضارة الإسلامية في التطور التاريخي للحضارة الثلاثاء مايو 10, 2011 9:34 pm | |
| الله يعافيكي والشكر الك عالمرور الحلو | |
|